الأمم المتحدة: المجاعة تهدد نازحي زمزم والفاشر تنزف تحت القصف والحصار
الأمم المتحدة: المجاعة تهدد نازحي زمزم والفاشر تنزف تحت القصف والحصار
جددت الأمم المتحدة تحذيراتها بشأن الوضع الإنساني في السودان، مؤكدة أن الظروف في شمال دارفور، وخاصة في مدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين، تشهد تدهورًا مقلقًا، وقالت إن محنة آلاف المدنيين الفارين من مناطق النزاع تزداد سوءًا، وسط شح الغذاء وتصاعد العنف.
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك في مؤتمره الصحفي يوم الاثنين، إن الوضع الأمني في شمال دارفور أجبر الشركاء الرئيسيين في المجال الإنساني على تعليق عملياتهم، وأشار إلى أن موجة الهجمات العنيفة الأخيرة تسببت في انعدام الأمن إلى درجة تعذر معها استمرار تقديم المساعدات، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأكد دوغاريك أن الأمم المتحدة تتلقى تقارير مستمرة عن انتهاكات خطِرة لحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، تتضمن اعتقالات تعسفية ومضايقات وترهيب عند نقاط التفتيش. ولفت إلى أن مدينة الفاشر لا تزال تحت الحصار، في وقت يستمر فيه القصف على المدنيين.
أشار المتحدث الأممي إلى أن مصادر محلية من داخل الفاشر أفادت، اليوم الاثنين، بتصاعد حدة الهجمات في المدينة ومحيطها، ومع ذلك، لم تتوفر حتى الآن معلومات مؤكدة حول عدد الضحايا المدنيين جراء هذه الهجمات.
ضمان وصول آمن للمساعدات
دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، بما في ذلك مدينة الفاشر نفسها.
وشدد دوغاريك على ضرورة توفير ممرات آمنة للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وتأمين استمرارية إيصال الدعم دون عوائق.
وأفاد دوغاريك أن الآلاف فروا من مخيم زمزم ومدينة المالحة شمال دارفور، وكذلك من مدينة أم درمان بولاية الخرطوم، نحو الولاية الشمالية، بحثًا عن الأمان.
وأوضح أن معظمهم يعيشون في ملاجئ مؤقتة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، في حين استضافت بعض العائلات نازحين في منازلها رغم ضعف الإمكانات.
بنية تحتية منهارة
أشار المتحدث الأممي إلى أن هؤلاء النازحين يعانون من أوضاع بالغة القسوة، حيث يعتمدون على وجبة واحدة يوميًا فقط، في ظل افتقارهم للماء، والغذاء، والمأوى، والصرف الصحي، والرعاية الصحية، والتغذية، وكافة أشكال الدعم الأساسية، وأضاف أن المجتمع الإنساني عاجز حاليًا عن تلبية هذه الاحتياجات بسبب تصاعد العنف وتقييد الحركة.
اندلع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين داخليًا وخارجيًا، وتحوّلت دارفور إلى مسرح لاشتباكات دامية منذ ذلك الحين، وسط تقارير عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين، بما في ذلك الإعدامات الجماعية والاغتصاب والنهب، ما دفع جهات دولية إلى التحذير من كارثة إنسانية متصاعدة.